فصل: (سورة آل عمران: آية 100)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة آل عمران: آية 98]

{قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ الله وَالله شَهِيدٌ عَلى ما تَعْمَلُونَ (98)}.

.الإعراب:

{قل} فعل أمر، والفاعل أنت {يا} أداة نداء {أهل} منادى مضاف منصوب {الكتاب} مضاف إليه مجرور اللام حرف جرّ وما اسم استفهام مبنيّ على السكون في محلّ جرّ باللام متعلّق بـ {تكفرون} وهو مضارع مرفوع.. والواو فاعل {بآيات} جارّ ومجرور متعلّق بـ {تكفرون}، {الله} لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) حاليّة- أو استئنافيّة- {الله} لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع {شهيد} خبر مرفوع {على} حرف جرّ ما اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بشهيد {تعملون} مضارع مرفوع.. و(الواو) فاعل.
جملة: {قل...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يا أهل الكتاب} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {تكفرون} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {الله شهيد} في محلّ نصب حال، أو لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {تعملون} لا محلّ لها صلة الموصول ما.

.[سورة آل عمران: آية 99]

{قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ الله مَنْ آمَنَ تَبْغُونَها عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَداءُ وَمَا الله بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99)}.

.الإعراب:

{قل يا أهل... سبيل الله} مرّ إعراب نظيرها في الآية السابقة مفردات وجملا..
{من} اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به {آمن} فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (تبغون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (ها) ضمير مفعول بـ {عوجا} مصدر في موضع الحال، (الواو) حاليّة {أنتم} ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ {شهداء} خبر مرفوع (الواو) عاطفة ما نافية عاملة عمل ليس {الله} لفظ الجلالة اسم ما مرفوع (الباء) حرف جرّ زائد (غافل) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما (عن) حرف جرّ ما اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بغافل {تعملون} مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: {آمن} لا محلّ لها صلة الموصول من.
وجملة: {تبغونها...} في محلّ نصب حال من فاعل تصدون أو من السبيل أو لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أنتم شهداء} في محلّ نصب حال من فاعل تبغون.
وجملة: {ما الله بغافل...} في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال.
وجملة: {تعملون} لا محلّ لها صلة الموصول ما.

.الصرف:

{عوجا}، مصدر سماعيّ لفعل عاج يعوج باب نصع وزنه فعل بكسر فسكون، وقد يأتي المصدر مفتوح الفاء ولكنّ العرب فرّقوا بينهما فخصّوا المكسور الفاء بالمعاني والمفتوح الفاء بالأعيان.. تقول في دينه وكلامه عوج بالكسر، وفي الجدار عوج بالفتح.

.الفوائد:

1- قوله تعالى: {وَمَا الله بِغافِلٍ}.
هذه ما النافية الحجازية. وهي لا تعمل عمل ليس إلا في لغة أهل الحجاز الذين جاء القرآن الكريم بلغتهم، وبلغة أهل تهامة ونجد، ولذلك سميت ما النافية الحجازية. أما في لغة تميم فهي مهملة وما بعدها مبتدأ وخبر.
وما الحجازية لا تعمل عمل ليس إلّا بأربعة شروط:
أ- أن لا يتقدم خبرها على اسمها.
ب- أن لا يتقدم معمول خبرها على اسمها.
ج- أن لا تزاد بعدها إن.
د- أن لا ينتقض نفيها بإلا.
فإن فقد شرط من هذه الشروط بطل عملها كقوله تعالى: {وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ}.

.[سورة آل عمران: آية 100]

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ (100)}.

.الإعراب:

{يا} أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضم في محلّ نصب و(ها) للتنبيه، {الذين} اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب- على المحلّ- بدل من أيّ أو نعت له {آمنوا} فعل ماض مبنيّ على الضمّ... والواو فاعل إن حرف شرط جازم {تطيعوا} مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون... والواو فاعل {فريقا} مفعول به منصوب {من} حرف جرّ {الذين} اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لـ {فريقا}، {أوتوا} فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ... والواو نائب فاعل {الكتاب} مفعول به منصوب (يردّوا) مثل تطيعوا وهو جواب الشرط (الكاف) ضمير مفعول به {بعد} ظرف زمان منصوب متعلّق بـ {يردّوكم}، (إيمان) مضاف إليه مجرور و(كم) مضاف إليه {كافرين} حال منصوبة وعلامة النصب الياء.
جملة النداء: {يأيّها الذين...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {آمنوا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {ان تطيعوا...} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {أوتوا...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: {يردّوكم} لا محلّ لها جواب شرط غير مقترنة بالفاء.

.[سورة آل عمران: آية 101]

{وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ الله وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِالله فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (101)}.

.الإعراب:

(الواو) عاطفة {كيف} اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال، {تكفرون} مضارع مرفوع والواو فاعل (الواو) حاليّة {أنتم} ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ {تتلى} مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة (على) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {تتلى}، {آيات} نائب فاعل مرفوع {الله} لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة {فيكم} مثل عليكم متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (رسول) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) استئنافيّة {من} اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ {يعتصم} مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل هو {بالله} جارّ ومجرور متعلّق بـ {يعتصم} (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق {هدي} فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود إلى {من}، {إلى صراط} جارّ ومجرور متعلّق بـ {هدي}، {مستقيم} نعت لصراط مجرور مثله.
جملة: {تكفرون} لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء في الآية السابقة.
وجملة: {أنتم تتلى} في محلّ نصب حال.
وجملة: {تتلى... آيات} في محلّ رفع خبر المبتدأ أنتم.
وجملة: {فيكم رسوله} في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال.
وجملة: {من يعتصم...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يعتصم...} في محلّ رفع خبر المبتدأ {من}.
وجملة: {هدي...} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

.الفوائد:

1- من تاريخ اليهود.
لا ينفك اليهود- كلما حانت لهم الفرصة- يلقون بذور الفتنة بين أفراد المجتمع، كوسيلة لاضعاف شأن الناس وعلوّ شأن اليهود، وقد كثر هذا النوع من الفساد في عصر الرسول، وقد سعى أحد رجالاتهم في إفساد ذات البين في صفوف الأنصار بين الأوس والخزرج حتى كادوا يقتتلون لولا خروج الرسول إليهم وردهم إلى حظيرة المحبة والألفة ونبذ دعوى الجاهلية وراء ظهورهم.

.[سورة آل عمران: آية 102]

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)}.

.الإعراب:

{يأيّها الذين آمنوا} مرّ اعرابها، {اتّقوا} فعل أمر مبنيّ على حذف النون... والواو فاعل {الله} لفظ الجلالة مفعول به منصوب {حقّ} مفعول مطلق منصوب {تقاته} مضاف إليه.. والهاء مضاف إليه (الواو) عاطفة {لا} ناهية جازمة {تموتنّ} مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون... والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل والنون نون التوكيد لا محلّ لها {الّا} أداة حصر (الواو) حاليّة {أنتم} ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ {مسلمون} خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة النداء: {يأيّها الذين...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {آمنوا} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {اتّقوا...} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {لا تموتنّ} لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: {أنتم مسلمون} في محلّ نصب حال.

.[سورة آل عمران: آية 103]

{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ الله عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوانًا وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كَذلِكَ يُبَيِّنُ الله لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103)}.

.الإعراب:

(الواو) عاطفة {اعتصموا} فعل أمر مبنيّ على حذف النون... والواو فاعل {بحبل} جارّ ومجرور متعلق بـ {اعتصموا}، {الله} لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور {جميعا} حال منصوبة من الفاعل في {اعتصموا} (الواو) عاطفة {لا} ناهية جازمة {تفرّقوا} مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون... والواو فاعل، وحذف من الفعل إحدى التاءين (الواو) عاطفة- أو استئنافيّة- {اذكروا} مثل اعتصموا {نعمة} مفعول به منصوب {الله} لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (على) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من نعمة {إذ} ظرف للماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بنعمة- لتضمّنها معنى المصدر- أو بدل من نعمة {كنتم} فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون (وتم) ضمير متّصل اسم كان في محلّ رفع {أعداء} خبر كنتم منصوب، (الفاء) عاطفة (ألّف) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو {بين} ظرف مكان منصوب متعلّق بـ (ألّف) (قلوب) مضاف إليه مجرور و(كم) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (أصبحتم) مثل كنتم (بنعمة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من {إخوانا}، و(الهاء) مضاف إليه {إخوانا} خبر أصبح منصوب.
جملة: {اعتصموا...} لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء في السابقة.
وجملة: {لا تفرّقوا} لا محلّ لها معطوفة على جملة اعتصموا.
وجملة: {اذكروا} لا محلّ لها معطوفة على جملة اعتصموا أو هي استئنافيّة لا محلّ لها.
وجملة: {كنتم أعداء} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {ألّف} في محلّ جرّ معطوفة على جملة كنتم.
وجملة: {أصبحتم... إخوانا} في محلّ جرّ معطوفة على جملة ألّف.
(الواو) عاطفة- أو استئنافيّة- {كنتم} مثل الأول {على شفا} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كنتم، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف {حفرة} مضاف إليه مجرور {من النار} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لحفرة (الفاء) عاطفة (أنقذ) مثل ألّف و(كم) ضمير مفعول به من حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (أنقذ)، (الكاف) حرف جرّ، (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمفعول مطلق محذوف أي: يبيّن الله لكم آياته بيانا كذلك، واللام للبعد و(الكاف) للخطاب، يبيّن مضارع مرفوع {الله} لفظ الجلالة فاعل مرفوع {لكم} مثل عليكم متعلّق بـ {يبيّن}، (آيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة و(الهاء) ضمير مضاف إليه (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي و(كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ {تهتدون} مضارع مرفوع... والواو فاعل.
وجملة: {كنتم على شفا...} في محلّ جرّ معطوفة على جملة كنتم الأولى... أو لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أنقذكم} معطوفة على جملة كنتم على شفا تأخذ محلّها.
وجملة: {يبيّن الله...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لعلّكم تهتدون} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {تهتدون} في محلّ رفع خبر لعلّ.

.الصرف:

{تفرّقوا}، أصله تتفرّقوا، حيث حذفت من الفعل إحدى التاءين تخفيفا.
{شفا}، أصل الألف فيه واو، مثنّاه شفوان ويجمع على أشفاء.
وفي المصباح: شفا كلّ شيء حدّه، وهو اسم من شفا يشفو باب نصر، وزنه فعل بفتحتين.
{حفرة}، اسم لما يحفر من الأرض، وزنه فعلة بضم فسكون، جمعه حفر بضمّ ففتح.

.البلاغة:

1- في الكلام استعارة تمثيلية: بأن شبهت الحالة الحاصلة للمؤمنين في استظهارهم بأحد ما ذكر، ووثوقهم بحمايته، بالحالة الحاصلة في تمسك المتدلي من مكان رفيع بحبل وثيق مأمون الانقطاع من غير اعتبار مجاز في المفردات، وأستعير ما يستعمل في المشبّه به من الألفاظ للمشبّه.
2- الطباق: بين أعداء وإخوان.

.الفوائد:

1- العصام والعصمة: الملاذ والملجأ. وقد ورد في فقه اللغة، إذا وردت العين والصاد، فاء وعينا للكلمة فهما تدلان على الشدة والمنعة وما هو على غرار ذلك، مثل رجل عصامي وذو عصبية قوية ومن العصا والعصيان والعصر والمعصرة، وعصفت الريح فهي عاصفة. وهذه إحدى أسرار لغتنا الفصحى لغة التنزيل ولغة جوامع الكلم.
2- {حَقَّ تُقاتِهِ}، وردت الصفة مضافة إلى موصوفها لتمكّن الصفة والمبالغة بها من جهة وللجرس الموسيقي من جهة ثانية، ولا ينكر التعبير بالجرس في آياته تعالى لأن الله أراد أن يكون كتابه مشفوعا بسائر عناصر التأثير في قلب السامع وعقله فجعل الجرس الموسيقي أحد عناصر وعوامل هذا التأثير.
3- {شَفا حُفْرَةٍ} الشفا يجوز تذكيره وتأنيثه، وقد ورد العائد عليها مؤنثا {فأنقذكم منها} فإذا اعتبرنا الشفا مؤنثا فيكون العائد مطابقا لما عاد عليه وإذا اعتبرنا الشفا مذكرا فيكون قد اكتسب التأنيث مما أضيف إليه وهو الحفرة وهذا وجه مطرد في عالم النحو واللغة، فقد يكتسب المضاف المذكر التأنيث من المضاف إليه المؤنث كما يكتسب المضاف المؤنث التذكير من المضاف إليه المذكر، فمن الأول قول الشاعر:
وما حب الديار شغفن قلبي ** ولكن حب من سكن الديارا